الأحد، 15 نوفمبر 2009

الاضراب ... نظرة اشتراكية

في السنوات الاخيرة اخذت اضرابات العمال في مصر تتكاثر بسرعة شديدة ولم تبق هناك محافظة من المحافظات الا ووقع فيها بضعة اضرابات . وفي المدن الكبيرة لا تنقطع الاضرابات ففي كل يوم تقريبا اضراب جديد .
وهذا يجعلنا نتسال اكثر عن اهمية الاضرابات وعن اساليب القيام بالاضرابات وعن مشاركة الاشتراكيين في الاضرابات
اهمية الاضرابات في الحركة العمالية 1-
في البداية يجب طرح مسألة الاسباب التي تفسر ظهور الاضرابات وانتشارها . اولا تظهر الاضرابات وتنتشر حيث تظهر وتنتشر المصانع الكبيرة فنستطيع ان نقول ان الانتاج المصنعي الكبير يؤدي دائما الي الاضرابات . انها تنجم من كون الراسمالية تؤدي بالضرورة الي النضال ضد ارباب العمل وكلما زاد الانتاج يتحول النضال الي نضال اضرابي

ففي الراسمالية تكون الارض والمصانع والادوات وخلافها ملكا لحفنة صغيرة من المالكين الراسماليين في حين لا يحوز السواد الاعظم من الشعب علي اي ملكية فيتعين عليه العمل بالاجرة فالمالك الصناعي او الزراعي يستاجر العمال ويجبرهم علي انتاج هذة المصنوعات او تلك لكي يبيعها في السوق ويربح من وراء هذة العملية الكثير في حين انه لا يدفع للعمال الا الاجرة التي تمكنهم بالكاد من البقاء علي قيد الحياة هم وععئلاتهم بالرغم من ان كل ما ينتجه العامل يضع ربحه الراسمالي في جيبه اذا كلما قل ما يدفعه المالك الراسمالي للعمال كلما زاد ربحه الخاص اما العمال فانهم يحاولون ان يحصلوا علي اكبر قدر ممكن من الاجور لكي يمكن اطعام العائلة واسكانها سكن جيد والبس كما يلبس الجميع لا كما يلبس الفقراء فالنضال العمالي دائما نضال بسبب الاجرة

اذا هي معادلة بسيطة

رب العمل يريد خفض الاجرة لزيادة ارباحه + العامل يريد زيادة الاجرة لسد متطلبات العائلة = نضال عمالي وتعسف من ارباب العمل

ويجب ان نفهم ان عدد العمال في تزايد مستمر فالخراب يحل بالفلاحين نتيجة السياسات الخاطئة في الزراعة فيهرب من الارض الي المدينة ويصبح عامل في احدي مصانعها ولذلك يزداد عدد العاطلين عن العمل ويزداد عدد الفقراء من الفلاحين والعمال والمالك الراسمالي يخفض الاجرة اكثر واكثر لزيادة عدد الراغبين في العمل ولذلك لايستطيع العامل بمفرده النضال ضد رب العمل فالعامل بمفرده اذا طالب بزيادة في الاجرة او تحسين احواله اوقفه المالك الراسمالي عن العمل واحضر غيره فالجياع كثيرون علي الباب وعلي استعداد للعمل باقل مما اعطيه لك

ولكي لا يسمح العمال بذلك يشرعون ويبداون في النضال المستميت وبما ان كلا منهم عاجز بمفرده يشرع العمال معا بالانتفاضات والاضرابات ضد ارباب العمل

في البداية قد لا يفهم العمال ما يسعون اليه ولا يدركون لماذا يفعلون هذا فهم يجربون قواهم المشتركة لكي يخرجوا من الوضع الذي لا يطاق غير مدركين بعد الاسباب الملموسة لوضعهم اليائس والسئ وما يجب عليهم ان يسعوا ورائه

في جميع البلدان كان استياء العمال يبأ بالانتفاضات المنفردة – اعمال الشغب كما يسميها البوليس ورجال الاعمال والراسماليين وفي جميع البلدان ادت هذة الاضرابات المنفرد ة الي ضرابات سلمية الي نضال الطبقة العاملة في جميع الميادين من اجل تحررها

2- ما هي الاهمية التي تتسم بها الاضرابات في نضال الطبقة العاملة ؟

يفهم العمال انهم لا يستطيعون مقاومة ارباب العمل الا معا اما بشن الاضرابات واما التهديد بالاضراب وبقدر ما تتطور الراسمالية ويتسارع نمو المصانع الكبيرة ويزحزح الراسماليون الكبار الراسماليون الصغار من الطريق بالقوة تشتد الحاجة الي مقاومة العمال المشتركة لانه بالقدر نفسة تتفاقم البطالة وتستفحل المزاحمة في سوق العمل ويلهث الراسمايين في سعيهم لانتاج البضائع بارخص ما يمكن وتقوي ذبذبات الصناعة والازمات ( حينما تزدهر الصناعة يجني الراسماليون ارباحا كبيرة دون النظر الي زيادة اجور العمال او تقاسم الارباح مع العمال اما في الازمات فان الراسمايين يحاولون ان يلقوا اعباء الخسائر علي العمال بتخفيض اجورهم ووقفهم وطردهم من العمل )

ولكن الاضرابات التي تنبع وتظهر من جوهر المجتمع الراسمالي تعني وتوضح بداية نضال الطبقة العاملة ضد هذا النظام الاجتماعي فتعامل العمال فرادي مع ارباب العمل يجعلهم في موقف الضعيف المسلوب القوي الخانع الذليل ولكن حين يتحد العمال فما من ثروة تعود علي الراسماليين باي نفع دون وجود عمال يوافقون علي بذل الجهد علي الادوات وموارد الانتاج

فالعامل هو الذي يحرك الالية في الحركة الانتاجية وبدونه فان كل هذة الالية تتوقف وتصيب المجتمع بالشلل وتكبد الراسمايين خسائر طائلة .

فكل اضراب يحدث يذكر الراسماليين بان العمال هم الاسياد الحقيقيين العمال الذين ينادون بحقوقهم بصوت اعلي فاعلي وكل اضراب يذكر العمال ان وضعهم ليس ميئوس منهم وبانهم ليسوا وحدهم

فتاثير الاضراب تاثير هائل سواء في المضربين او في عمال المصانع الاخري او في عمال المصانع من القطاع الانتاجي ذاته فالعامل في الاضراب يعلن مطالبه بصوت عالي ويذكر ارباب العمل بحقوقه ولا يفكر في نفسه وحده بل يفكر في كل رفاقه من العمال الذين اضربوا عن العمل معه والذين يدافعون عن قضايا العمال دون ان يخشوا العواقب والحرمان فكل اضراب يحمل معه للعامل الكثير من المعاناه والحرمان ورغم مصائب الاضراب يشعر العمال في المصانع الاخري بارتفاع المعنويات حين يرون ان رفاقهم ينضالون

(ان اولئك الذين يتحملون مثل هذة المصائب لكي يحطموا راسمالي واحد يستطيعون ان كذلك قوة الراسماليين كلها ) انجلس

وكل اضراب يدفع العمال للتفكير اكثر في الاشتراكية بنضال الطبقة العاملة لتحرر من قيود الراسمالية الاضراب يعلم العمال ان يفهموا اين تكمن قوة ارباب العمل واين تكمن قوة العمال يعلمهم الاضراب ان يفكروا لا في رب العمل فقط بل في كل ارباب العمل وما يصنعونه في العمال فالاضراب يجعل العمال تري بوضوح ان كل طبقة الراسماليين هي عدوة كل طبقة العمال وان العمال لا يستطيعون ان ينجحوا الا بانفسهم وباتحادهم فقط

(من وراء كل اضراب تلوح بشائر الثورة )

ولكن العمال يجب ان يفهموا انهم بالاضرابات وصناديق الاضراب فقط لا يستطيعون تحسين اوضاعهم فالاضرابات انما هي احدي وسائل النضال لدي الطبقة العاملة من اجل التحرر من الراسمالية ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة واذا لم يهتم العمال بوسائل النضال الاخري فانهم يخففون من نجاحهم ونمو الطبقة العاملة فاحيانا في زمن الازمة يستفيد الراسماليون من اثارة الاضراب لوقف الانتاج لفترة زمنيه معينة لخفض التكاليف وكذلك اضعاف العمال ماديا ولهذا لا يمكن للعمال باي حال من الاحوال ان يكتفوا بالاضرابات وجمعيات الاضراب وكذلم يجب علينا ان نفهم ان النجاح لا يحالف الاضرابات الا حين يبلغ العمال درجة كافية من الوعي حيث يستطيعون معرفة كيف يختارون الوقت للاضرابات وكيف يقدمون المطالب

الاضرابات هي مدرسة للحرب وليست الحرب والاضرابات وسيلة واحدة فقط من وسائل النضال شكل واحد من اشكال الحركة العمالية فمن الاضرابات المتفرقة يجب علي العمال ان ينتقلوا الي نضال الطبقة العاملة باسرها من اجل تحرير جيع الكادحين

عاش كفاح الطبقة العاملة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق