الخميس، 10 ديسمبر 2009

حول منظمات المجتمع المدنى




مقدمه لابد منها
 لكى نفهم ماهى منظمات المجتمع المدنى وكيف نشأت وماهو الغرض منها وكيف تعمل ولاى غرض لابد ان نعود قليلا الى الوراء لكى نرى كيف نشات تاريخيا
فعبر التاريخ و منذ ايام ارسطو فى الدوله الاغريقيه نشأ مفهوم الدوله المدنيه والتى كانت فى ذلك الحين تعتبر الاحرار وحدهم هم من لهم الحق فى العمل السياسى وهم الساده والفلاسفه ورجال البلاط اما العبيد والنساء فكانوا لا شى ليس لهم وجود وتطورت الفكره عبر التاريخ لكى تصل فى اثناء الثوره الفرنسيه والثوره الصناعيه الكبرى التى اجتاحت اوروبا فى القرن السادس عشر على يد مفكرى هذه الثورات الراسماليه من امثال (هوبز ولوك وروسو ومونتسكيو )الى ما يعرف بالعقد الاجتماعى –وقد قامت هذه الفلسفه على ان هناك عقدا بين الحكام والمحكومين تقوم على تنازل المحكومين عن حقوقهم فى مقابل ان ينعم عليهم الحكام بالامن والاستقرار.
ونشات على مر التاريخ جمعيات اهليه وتعاونيه كلها كانت تهدف الى التحكم فى التاثيرات المتبادله والمشكوك فيها بين الحاكم والمحكومين .وتشكل مشاركه ثانويه تسعى بمساعدتها فصائل الراى العام لحل المشاكل الممتده للفعل الاجتماعى . وفى اواسط القرن العشرين تكونت هذه الجمعيات وكانت هى المقوله الموجهه للاشتراكيه القوميه (النازيه الالمانيه )حيث اصبحت الجماعه الوطنيه تعبير عن الاتجاهات التى تنمو جماعيا على اساس المنفعه الشخصيه .
وقد قامت معظم نظريات المجتمع المدنى على اساس فكره (الاندماج الاجتماعى ) مع التوجهات المشتركه لكل الفئات الاجتماعيه فمن وظائفها التكيف –والاندماج –والحفاظ على البيئه الاجتماعيه
الغرض منها
وهنا نصل الى مربط الفرس فما هو المعنى المقصود من هذه الوظائف ؟
فاندماج الفرد وتكيفه مع المجتمع تحمل فكره ان يكون الفرد مسالما لا يثور عليه ويتاقلم مع الظلم والاستبداد والقهر الاجتماعى والسياسى والاقتصادى اى مبادئ مغلفه بورق سوليفان فتحت دعاوى مصلحه المجتمع ومجتمع حضارى راقى بعيد عن العنف نقبل كل ذلك من خلال ان هناك منظمات سوف تدافع عنى وتاخذ لى حقوقى ولكن باسلوب متمدن وفى حدود القانون السائد والذى تضعه الطبقات الحاكمه طبعا لصالحها
فما هى المبادئ التى قام عليها المجتمع المدنى ؟
1-المساواة بين الافراد جميعا كمجتمع واحد .
2-التطوع فالناس تقرر بنفسها اذا ما كانت ستنضم الى احدى الجمعيات او تنسحب منها .

3-ذكاء اتخاذ القرارفعن طريق النقاش والحوار والجماعه والاغلبيه سوف تقرر الجماعه ماهو لصالحها وما هو ليس كذلك .
فنحن اذا وفى ظل مجتمع اقتصاد البضائع الراسمالى الذى اصبح متحررا يصبح تبادل البضائع بمثابه العلاقه المهيمنه ويصعد ماهو اجتماعى ويصبح المجتمع الجماهيرى بلا حمايه وعرضه لتقلبات التنظيم فى المجتمع الحديث وبناء عليه طبقا لوجهه النظر هذه فصعود التبادل التجارى وصعود مجتمع جماهيرى فى المجتمع الحديث لا يؤدى فقط الى هذا التبادل ولكن ينتج عنه اشكالا جديده للتاثيرات المتبادله ولاجتماع البشر وللاخلاقيات ولهذ ينبغى ان يتمتع المجتمع بالذوق الراقى المهذب واشكال السلوك المتمدنه التى عرفت فى الصالون البورجوازى ابان عصر التنوير
كيف تعمل هذه المنظمات ؟ولماذا ظهرت ؟
تدور اغلب المفاهيم فى العصر الحديث حول بقاء السلطه فى المجتمع المدنى مستقله عن المجتمع بمعنى ان الدوله شئ ومنظمات المجتمع المدنى شئ اخر فبينما تقوم المؤسسات والممارسات الديموقراطيه بتنظيم الكيفيه التى يتعلم من خلالها المجتمع اسلوب اداره الازمات ويمارس السلطه بها على نفسه وليس على الدوله اتبقى الدوله هنا هى المتمثله فى الحاكم المطلق السلطات او الملك هو فقط السلطه السياسيه فديموقراطيه ما لا ينبغى ان تحاول ملأالمكان السابق للحكام او الملوك بجهه اختصاص رمزيه كا الشعب او الطبقه او الامه ؟
 وتعتمد وجهات النظر الحديثه كلها على مبدا الاخلاق او الفضيله وهى احترام الاخرين والمساواه بين الافرادوالتضامن الاجتماعى للحفاظ على الحريه والعداله والاخلاص للجماعه الوطنيه .(يعنى الكل فى واحد )وكبح جماح الشركات الكبرى ؟ ولاندرى كيف ؟
 ومن اهدافها ايضا احياء الروابط الاجتماعيه من اجل التمكن من وضع حد للشطط الفردى ؟
 الخلاصه هى ان هذه الجمعيات او المنظمات المدنيه تعمل على منع تفجر الازمات داخل المجتمع باتفاقها على مجموعه من القيم الاخلاقيه لاتسمن ولا تغنى عن جوع
من يشارك وعن من يدافع ؟
هذه اذا نبذه موجزه عن المجتمعات المدنيه وكيف نشات وتطورت ولماذا ظهرت الى الوجود فهل نحن مع او ضد العمل فى او مع هذه المنظمات ؟
لاشك ان تجمع الناس فى اتحادات وجمعيات والمشاركات التنظيميه الاجتماعيه يلعب دورا هاما فى تطوير قدرات البشر على التواصل والتنظيم والاستعداد للمشاركه فى قضايا المجتمع وتوحيد توجهاتهم المختلفه حول قضايا بعينها تخص مصلحتهم الطبقيه ولكن دعونا نلقى نظره على الواقع :
فنجد مثلا ان منظمات حقوق الانسان حاليا تستطيع ان تصدر البيانات والقرارات حول استبداديه السلطه وديكتاتوريته وتطالب السلطه باحترام حقوق المواطنين فى الديموقراطيه وحريه التعبير ولكنها غير ملزمه للحكومات ولن تتفضل هذه الحكومات وتتخلى عن ديكتاتوريتها وتعسفها وقمعها للشعوب وتلقى هذه البيانات الاهمال والهجوم وينتهى بها الامر فى سله المهملات .فضلا عن ان هذه المنظمات تتولى الدفاع عن حقوق الانسان بشكل عام ظالم ومظلوم قاهر ومقهور محروم ومنعم
وتستطيع منظمات ضد التعذيب فى اقسام البوليس مثلا ان تدين هذا التعذيب او تكسب بعض القضايا هنا وهناك ضد افراد من جهاز الشرطه –وهذا مكسب بالتاكيد –اوان تكسب قضايا فى التعويضات ولكنه لا تستطيع ان تغير من طبيعه السلطه البوليسيه المتغلغله فى شتى نواحى الحياه ولاتستطيع ان تعوض الاف المعذبون فى الارض جوعا وحرقا وغرقا .
وتستطيع منظمات كالبيئه وضد الفساد وضد العنف الاسرى وحقوق المراه وتنظيم الاسره ان تزيل بعض قاذورات شوارع الساده او تعاقب احيانا كبش فداء للسلطه اتهم بسرقه اموال الشعب او ان ترفع عذابات بعض الاسر المترمه او ان تنصف بعض النساء ضد ازواجهم من القادرين عى دفع الاتعاب او الذين لن يضيرهم السوء اذا انفصلوا عن ازواجهم ولكنها لن تستطيع مثلا مد الخدمات الصحيه والمرافق للاحياء الفقيره وما اكثرها فى مصر وحل مشكله التعليم المتدهور والمباع وحل العديد من المشاكل المنهاره اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا ....الخ .
وهناك نقطه هامه فى هذا الموضوع لابد ان اتحدث عنها
كيف نشات هذه المنظمات فى دول العالم الثالث وما الغرض منها ؟؟
لقد نشات هذه المنظمات فى العالم الثالث تحت مظله العالم الاول بما يحمله من افكار ليبراليه خاصه داخله وما يريد فرضه على العالم تحت مظله الديموقراطيه الامريكيه الزائفه وقامت اساسا لتجميل وجه الدول الاستبداديه لفض الاشتباك بين هذه الانظمه وطريقتها فى الحكم وبين الجماهير الشعبيه الواسعه المطالبه بحقوقها وحرياتها فنشات اشكال ديكوريه باوامر امريكيه واموال امريكيه لفرض اجندات سياسيه واجتماعيه معينه توهم من خلالها الجماهير بالاصلاح الديموقراطى والامثله كثيره وليس هناك مجال سرد التفاصيل ولكن اعدكم فى مقال لاحق ان نتحدث عنها بالاسماء ومصادر تمويلها وتاريخها .
ويكفى ان نعرف بعض الاسماء المشبوهه فى مجال التمويل لكى ندرك الاغراض الحقيقيه التى نشات من اجلها هذه المنظمات. فمنظمه كفريدريش ناومان او فريدم هاوس او فورد فونديشن معروفه جيدا بارتباطها بشكل مباشر باسرائيل وطبعا من تمد يدك فى جيبه لتاخذ نقوده يجب ان تطيع اوامره والا تخرج عما يحدده لك  وليس من اجل سواد عيون الحكام او المحكومين .
ففضلا عن تمييع الصراع الطبقى وتجميل وجه الراسماليات بمنظمات اخلاقيه تدعو لنشر الخير والمحبه والعدل والمساواه تعمل هذه المنظمات حقيقه كمسكن للاوضاع الداخليه فى المجتمعات المتفجره بالصراع من تغيير اوضاعها كحبه الاسبرين  او المهدى الذى يساعد على امتصاص الغضب واحداث التوازن الزائف داخل المجتمع  ولكى تتخلص من المناوئين والمطالبين بحقوق حقيقيه وتغييرات جذريه فى الواقع ضد الديكتاتوريات الحاكمه وضد القهر اليومى المعاش .
فتحويل الصراع الطبقى الى صراع قانونى وبعض المنح والهبات هنا وهناك سوف يمتص غضب الجماهير ويحولها الى قوى مسالمه تابعه قانعه بالفتات الذى يلقى لها من على مائده الراساماليات وتسنح لها الفرصه لفرض الامن والاستقرار بمفهومها على حساب الفقراء .
فمن الذى يشارك ويدعو وعن اى شئ يافع ولصالح من ؟؟
ماهى المنظمات التى نريدها ؟ وما هو البديل ؟
نحن كاشتراكيين لابد لنا من تجنب الوقوع فى مثل هذه المنظمات البراقه تحت دعاوى فرص لفرض الديمقراطيه على النظام ونشر ثقافه الحريه والمساواه لان هذا فخ تقع فيه اغلب القوى السياسيه عن طريق الجرى بوعى او بدون وعى وراء قضايا وهميه  فهى حتى وان لم تكن مدعومه بشكل مباشر بمنظمات مرتبطه مباشره بامريكا و باسرائيل فالهدف منها كما بينا ونكرر هو اضفاء طابع ديموقراطى زائف يميع الصراع الطبقى لصالح الديكتاتوريات الحاكمه  ويعطى بعض المكاسب الهشه التى تصب فى النهايه لصالح هذه الانظمه .
ونحن نسمع احيانا نغمه والعمل لايوجد اى متنفس للحريات سوى عن طريق العمل مع هذه المنظمات حيث ممكن من خلالها الدفاع عن حقوق الفقراء عمال او فلاحين او موظفين مطحونين ولا يجدوا من يدافع عنهم او يصرف على قضاياهم ونحن ليس لدينا الاموال الكافيه للصرف على هذه القضايا ولا الاماكن اللازمه لتجميع الناس والحوار معهم ؟ فما العمل ؟فى نظرى ان كل هذه اشكالات لابد ان نجد لها حل لابد من اختراع البديل الشعبى دون الوقوع فى نظريات مثاليه طوباويه لاتحل المشكله بل تزيدها تعقيدا  ان ظهور الدوله الحديثه التى مركزت العنف واحتكرته لنفسها ليدفع الفقراء للبحث عن بدائل يدافعون بها عن انفسهم ضد العنف المتزايد من اجهزه الدوله البوليسيه المتراميه الاطراف وخلال الجزء الاكبر من التاريخ واجهت الطبقات الفقيره المتواضعه الدوله اما بلا مبالاه او بمحاوله الهرب منها وتجنبها .اما الان فيتم حجزها مره واحده فى قفص منظمه سياسيه تقف امام القفص مجموعتان من حراس الحيوانات وظيفتها الاساسيه حراسه القفص وهما جابى الضرائب وضابط الشرطه .
وفى اعتقادى بما ان الواقع الذى نعيشه شديد السواد مرير وليس به اى متنفس للحريات  مع ديكتاتوريه بوليسيه تمنع وتقهر اى اشكال او نشاطات ديموقراطيه ومع الضعف الشديد للقوى السياسيه المدافعه بحق عن حقوق الغلابه والمقهورين فلا مانع من الاشتراك فى بعض المنظمات القانونيه (والقانونيه فقط )ضد التعسف مع منظمى الاحتجاجات والعمال الممفصولين والمضطهدين فى اماكن عملهم لاسباب سياسيه او قضايا التعذيب فى الاقسام البوليسيه بشرط جوهرى وضرورى ان لا تكون هذه المنظمات تابعه باى شكل من الاشكال للمنظمات المشبوهه ذات العلاقه بامريكا واسرائيل واعتقد ان هناك منظمات فى اوروبا ليست على صله بهذا .
وحتى تستطيع الحركه الجماهيريه فرض اجندتها الخاصه وفرض مؤسساتها ومنظماتها النابعه من نفسها والمدافعه عن مصالح اوسعالقطاعات الجماهيريه وتستطيع ان تدعم نفسها بنفسها دون الحاجه لاى تمويل خارجى مغرض او مشبوه
فلندعوا جميعا لاستنهاض الجماهير المتذمره فى كل مكان لبناء مؤسساتها وهيئاتها المستقله بنفسها لجنه فى كل مصنع – اسره فى كل كليه –صندوق اجتماعى او صندوق اعاشه فى كل منشاه –نادى ثقافى او اجتماعى او صالون ادبى .جمعيات تعاونيه فى الاحياء الشعبيه نقابات مستقله واتحادات طلابيه موازيه .تلك هى مؤسساتنا التى سوف نناضل من اجلها ذلك اجدى للتغيير الذى ننشده ونسعى اليه كى نوحد ونجمع الطبقات الشعبيه فى وجه مستغليها ..
(ان عالم الحياه يملا من قبل توجهات منظمه ويتم بهذه الطريقه اخضاع المبادى الغريبه )


ماجده جادو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق